الأصل الثاني
ما هي حقيقة الموت؟
قد تعرّفنا في الأصل الأوّل على أنّ واقع الإنسان يكمن في روحه ونفسه لا في بدنه المادّي ، وانّ هذه النفس لتجرّدها وصيانتها من الآثار والتفاعلات المادية من قبيل : (الانحلال ، الفناء ، الفساد ، والاندثار و ...) تكون في قبضته سبحانه خالدة إلى يوم القيامة.
من هذا المنطلق تتّضح حقيقة الموت بصورة واضحة ، وذلك لأنّه إذا كانت حقيقة الإنسان وواقعه تتمثّل في روحه ونفسه الخالدة ، فحينئذ يكون الموت عبارة عن فصل «الروح» عن «البدن» ونزعها عنه بسبب بعض العوامل والتغيّرات التي تطرأ على البدن ممّا تجعل استمرار عملية الارتباط بينهما غير ممكنة.
وبعبارة أُخرى : انّ الروح الإنسانية تصل إلى درجة من الكمال تنتفي معه الحاجة إلى البدن المادي ، وتصل النفس وتحت شروط معينة إلى درجة من الرقي بحيث تستطيع الانتقال إلى الحياة الأُخرى المناسبة لها من دون أن تستصحب معها لباسها المادّي.