بالإضافة إلى ذلك بالآثار الجسمانية والمعنوية للحياة ، لأنّ الرزق والفرح والاستبشار من الآثار الجسمية والروحية للإنسان الحي.
٢. قصة مؤمن سورة «يس» وكلامه بعد قتله
اتّفق المفسّرون على أنّ النبي عيسى عليهالسلام قد أرسل ثلاثة من الرسل إلى أنطاكية داعين أهلها إلى التوحيد وترك عبادة غير الله سبحانه ، فعارضهم أهل أنطاكية ولم ينصاعوا إلى الدعوة المباركة.
فبينما كان القوم والرسل يتحاجّون ، إذ جاء رجل من أقصى المدينة يسعى داعياً الناس إلى تصديق الرسل والإيمان بهم ، ومبيّناً لهم الأدلّة المنطقية والعقلية التي تحتم عليهم الإذعان للمرسلين والانصياع لدعوتهم ، وقد فصل القرآن الكريم تلك الأدلّة في سورة يس (١). وبعد أن بيّن الوجوه والأدلّة التي تحثّ على الإيمان وتلزم بالانقياد لرسالة التوحيد ، أعلن عن موقفه موجهاً كلامه إلى القوم أو إلى الرسل حيث قال : (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) (٢) ، وما أن انتهى من إعلان موقفه وبيان إيمانه بالرسالة حتى انثال عليه القوم بالضرب والرجم حتى أردوه قتيلاً مضرّجاً بدمائه ، ولكنّه سبحانه جزاه على موقفه هذا بدخول الجنة قال تعالى : (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) ، فلمّا دخل الجنة ورأى النعيم الإلهي قال : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ). (٣)
ولا ريب أنّ المراد من الجنة هنا الجنة البرزخية لا الحياة الأُخروية ، بدليل
__________________
(١) يس : ٢٠ ـ ٢٩.
(٢) يس : ٢٥.
(٣) يس : ٢٦ ـ ٢٧.