القضية التاريخية الإسلامية المسلّمة ويبادر قبل التحقيق ويقول : إنّ هذه القضية غير صحيحة ، ومن أنكر هذه الواقعة فليس إنكاره إلّا لأنّها لا تنطبق مع عقليته المادية المحدودة.
وقد نقلنا هنا نص الخطاب ، لكي يرى المسلمون الناطقون باللغة العربية ، كيف أنّ حديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يصرّح بهذه الحقيقة بحيث لا يوجد فوق عبارته في الصراحة والدلالة على هذه الحقيقة عبارة.
ومن أراد الوقوف على مصادر هذه القصة فعليه أن يراجع المصادر التالية. (١)
٢. مراسم تلقين الميت
إنّ مراسم التلقين التي يؤدّيها المسلمون عند الدفن تدلّ ـ بالإضافة إلى خلود الروح ودوامها ـ على وجود الصلة بين النشأتين والارتباط بين الأموات والأحياء ، ولقد كانت هذه القضية بدرجة من الوضوح في أوساط المسلمين حيث ينقل البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أنّه حدّثهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه حتّى أنّه يسمع قرع نعالهم ...». (٢)
فإذا كان الميت يسمع قرع النعال كما ورد في حديثه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا بدّ أنّه يسمع الكلام من باب أولى.
__________________
(١) صحيح البخاري : ٥ / ٩٧ ـ ٩٨ و ١١٠ معركة بدر ؛ صحيح مسلم : ٤ / ٧٧ ، كتاب الجنة ؛ سنن النسائي : ٤ / ٨٩ ـ ٩٠ ؛ مسند أحمد : ٢ / ١٣١ ؛ سيرة ابن هشام : ١ / ٦٣٩ ؛ مغازي الواقدي : الجزء الأوّل ، معركة بدر ؛ بحار الأنوار : ١٩ / ٣٤٦.
(٢) صحيح البخاري : ٢ / ٩٠ ، باب الميت يسمع خفق النعال.