وأمّا البحث في هذه النقطة فيقوم على أساس التوسّل بنفس ذوات الأنبياء والصالحين وجعلهم وسيلة لاستجابة الدعاء ، والاعتماد على ما لهم من المقام والمنزلة الرفيعة عند الله سبحانه.
وبعبارة أُخرى : انّ المتوسّل يجعل تلك الذوات الطاهرة والنفوس الزكية والشخصيات المثالية واسطة بينه وبين ربّه ويتقرّب إلى الله بحرمتهم ومقامهم المعنوي ، لأنّه يعلم أنّ لهم منزلة ومقاماً عند ربّهم ، ولهذا التوسّل صور ، منها :
اللهمّ إنّي أتوسّل إليك بخاصة أوليائك.
اللهمّ إنّي أتوسّل إليك بمقام ومنزلة أوليائك.
اللهمّ إنّي أتوسّل إليك بنبيّك الأكرم وأهل بيته الطاهرين.
ففي هذه التوسّلات يجعل المتوسّل الواسطة للتقرّب بينه وبين ربّه نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأولياء والصالحين ، وهذا النوع من التوسّل بالإضافة إلى رواجه وشيوعه في الأوساط العلمية ، توجد هناك رواية صحيحة تحت عنوان «حديث الضرير» رواها المخالفون وأذعنوا بصحّتها.
توسّل الضرير بنبي الرحمة
عن عثمان بن حنيف أنّه قال : إنّ رجلاً ضريراً أتى النبيّ فقال : ادع الله أن يعافيني فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن شئت دعوتُ وإن شئت صبرت وهو خير».
قال : فادعه ، قال : فأمره أن يتوضّأ فيُحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء : «اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرحمة ، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى ، اللهم شفعه فيَّ».