ولقد كان لهجوم المغول على الأراضي الإسلامية في أوائل القرن السابع الهجري ، أثره الإيجابي على الغرب الصليبي ، فتلقّوا ذلك الحدث بارتياح تام ، واعتبروها فرصتهم الذهبية للقضاء على الإسلام وإنهاء وجوده بالكامل ، ومن هنا استثمروا هذه الفرصة الذهبية وبدءوا تحركهم للقضاء على الحضارة الإسلامية في الأندلس ، وقد استمرت هذه الحروب ما بين (٦٠٩ ـ ٨٨٩ ه ـ) ، والجدير بالذكر أنّه وطوال تلك الفترة كانت الوفود الصليبية تقوم بحركة مكوكية في البلاط المغولي ، وكان همّهم الأساسي ودورهم الرئيسي منصباً على التنسيق مع المغول لوضع العالم الإسلامي بين كمّاشتين والقضاء عليه من الجانبين. ولقد كان تواجد أُسرة ماركوپولو في البلاط المغولي لهذا الغرض.
أضف إلى ذلك أنّ أُمّ هولاكو نفسه وزوجته كانتا من النساء المسيحيات ، وكان قائد جيشه في بلاد الشام كيتوبوقا هو الآخر نصرانياً أيضاً.
وهكذا استمر التحالف المغولي الغربي في عهد خلفاء هولاكو الايلخانيين حيث استطاع هولاكو أن يؤسّس دولة مغولية جديدة مستقلة هي الدولة الايلخانية ، والتي انفصلت تدريجياً عن الامبراطورية المغولية الكبرى.
نعم استمر التواجد والتأثير المسيحي في هذه الدولة حيث نجد أنّ «اباقا خان» ابن هولاكو والذي حكم ما بين (٦٦٣ ـ ٦٨٠ ه ـ) قد اقترن بابنت امبراطور الروم الشرقية ، وتحالف مع السلاطين الفرنسيين والانجليز ضد المسلمين ، وقاد الجيوش نحو مصر والشام.
والأدهى من ذلك والأفضع موقف ابنه «ارغون» (حكم ما بين ٦٨٣ ـ ٦٩٠ ه ـ) حيث وقع الرجل تحت تأثير وزيره اليهودي سعد الدولة الأبهري ، الذي راح يسوّل له غزو مكة المكرمة واحتلالها وتحويل الكعبة إلى معبد للأوثان ،