سيرة الأُمم في توسّلهم بالذوات الطاهرة
إنّ من يطالع التاريخ البشري يجد أنّه يشهد وبوضوح تام بأنّ التوسّل بالصالحين والمعصومين والمخلصين من عباد الله كان شائعاً في أوساط بني الإنسان قبل بزوغ شمس الإسلام ، وكان الموحّدون يدركون بفطرتهم النقية أنّ التوسّل بالشخصيات الطاهرة والنفوس الزاكية أمرٌ مطلوب ومرغوب فيه ، ولذلك تجدهم يعتمدون هذه الوسيلة للتقرّب إلى الله وطلب إجابة الدعاء وإنجاح الطلبات ، ونحن نشير إلى قسم من هذه التوسّلات ليكون القارئ على علم بأنّ الفطرة السليمة تدعو الإنسان إلى التوسّل بالموجودات الطاهرة لجلب رحمته تعالى.
١. استسقاء عبد المطلب بالنبي وهو رضيع
يحدّثنا التاريخ أنّ مكة المكرمة وأطرافها قد أصابها قحط وجفاف وجدب كاد أن يهلك الحرث والنسل ويقضي على كلّ شيء ، فلم يجد عبد المطلب بُدّاً إلّا أن أمسك بيد حفيده المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهو يومذاك طفل رضيع ـ واستسقى بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم طالباً من الله أن ينزل عليهم الغيث ويخلّصهم من تلك الشدة والعسر ، حتّى قال ابن حجر : إنّ أبا طالب يشير بقوله :
وابيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصْمةٌ للأرامل |