التوسّل بحقّ الصالحين في الأحاديث الإسلامية
هناك الكثير من الروايات التي رواها مشايخ أهل السنّة أنفسهم ، والتي تشير إلى التوسّل إلى الله تعالى بحقّ الصالحين من عباده.
والعجيب أنّه بالرغم من كثرة هذه الروايات التي تملأ العين وفي مصادرهم المعتبرة نجد المخالفين للتوسّل يصرّون على المنع ، وما ذلك إلّا بسبب تقليدهم لابن تيمية وانصياعهم للأفكار التي أثارها ، فكانوا ينظرون إلى الروايات بأحكام مسبقة وقناعات مبيّتة ، ولم ينطلقوا في منعهم هذا ونهيهم من بحث وتحقيق وإمعان نظر.
وها نحن نشير إلى بعض تلك الروايات ، وهي :
١. التوسّل بحقّ السائلين
روى عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من خرج من بيته إلى الصلاة ، فقال : «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ السائلين عليك ، وأسألك بحقّ ممشاي هذا ، فإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سُمعة ، إنّما خرجت اتّقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، أن تعيذني من النار وأن تغفر ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت» إلّا أقبل الله بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك». (١)
إنّ دلالة الحديث واضحة لا يمكن لأحد التشكيك فيها ، وسند الحديث صحيح ورجاله كلّهم ثقات ، نعم اشتمل السند على عطية العوفي وقد وثّقه
__________________
(١) سنن ابن ماجة : ١ / ٢٥٦ برقم ٧٨٧ ؛ مسند أحمد : ٣ / ٢١.