(وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى). (١)
فما ذلك إلّا لأنّه سبحانه وتعالى يعلم من هو اللائق والجدير بأن تشمله الرحمة الإلهية ويعمّه هذا الفيض المعنوي الإلهي ، ويعلم من هو غير الجدير بذلك.
ولا يختص الحرمان من تلك النعمة والفيض الإلهي بالمشركين فقط ، بل هناك طائفة من العاصين الذين تلطّخت أيديهم بالجريمة وأُوغلوا في المعاصي والذنوب والخطايا ، هؤلاء أيضاً لا يشملهم الفيض الإلهي والرحمة الإلهية الواسعة ولا يعمّهم لطفه سبحانه.
الشفاعة في القرآن الكريم
لقد وردت الشفاعة في القرآن الكريم في آيات كثيرة لا يمكن عرضها في هذا البحث المختصر ، ومن هنا نكتفي بذكر بعض الآيات التي صرّحت بها مع تقييدها بشرط محدد وهو إذنه سبحانه وتعالى ، وهذه الآيات تثبت أصلاً إسلامياً قطعيّاً ، وإن كانت لا تشير إلى أسماء الشفعاء ، واكتفت بالإشارة إلى بعض صفات وشروط الشافعين.
نشرع هنا بذكر خمس آيات يكفي الإمعان فيها لإثبات أمرين أساسيّين ، هما :
الف : انّ الشفاعة يوم القيامة من الأُصول القرآنية المسلّمة.
ب : انّ هناك طائفة لها حقّ الشفاعة تتّصف بصفات خاصة.
أمّا الآيات المباركة فهي :
__________________
(١) الأنبياء : ٢٨.