وأمّا الشيخ الطبرسي فقد قال : وقد أجمع المفسّرون على أنّ المقام المحمود هو مقام الشفاعة ، وهو المقام الذي يشفع فيه للناس ، وهو المقام الذي يعطى فيه لواء الحمد ، فيوضع في كفه ويجتمع تحته الأنبياء والملائكة ، فيكون صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل شافع وأوّل مشفّع. (١)
وقد تواترت الروايات الإسلامية في تفسير «المقام المحمود» بمقام الشفاعة ، فقد نقل السيوطي في «الدر المنثور» (٢) والبحراني في تفسير «البرهان» (٣) عشر روايات عن أئمّة الإسلام نعرض عن ذكرها روماً للاختصار.
٣. الرسول الأكرم وقوله تعالى : (وَلَسَوفَ يُعطيكَ ربّك فَتَرضى).
هناك آية أُخرى تحكي أنّ الله سبحانه وتعالى سوف يمنح نبيّه من النعم والعطاء حتّى يرضى حيث قال تعالى :
(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى). (٤)
ومن أمعن النظر في الآيتين يجد إبهاماً في الآية الثانية من جهتين :
أوّلاً : إنّ الآية لم تبيّن زمان ومكان ذلك العطاء الإلهي ، فمن أين نعلم أنّ ظرف وزمان العطاء هو يوم القيامة؟
ثانياً : انّ الآية لم تبيّن نوع العطاء وماهيته ، فلعل المراد منه غير الشفاعة.
__________________
(١) مجمع البيان : ٣ / ٤٣٥.
(٢) تفسير الدر المنثور : ٤ / ١٩٧.
(٣) البرهان : ٤ / ٤٧٣.
(٤) الضحى : ٥ ـ ٦.