طلب الشفاعة من المأذونين بالشفاعة
إنّ طلب الشفاعة من المأذونين بها من الأُمور الرائجة في أوساط المسلمين منذ عصر الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى اليوم ، ولم يخالف في ذلك من علماء الإسلام إلّا اثنان ، هما :
١. ابن تيمية في أوائل القرن الثامن.
٢. محمد بن عبد الوهاب في النصف الثاني من القرن الثاني عشر.
فقد ذهب الرجلان إلى منع طلب الشفاعة من الشفعاء الحقيقيين في كتاب الهدية السنيّة ص ٤٢ حيث جاء فيه : ونثبت الشفاعة لنبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة ولسائر الأنبياء والملائكة والأولياء والأطفال حسبما ورد ، ونسألها من المالك لها والآذن فيها بأن نقول : اللهمّ شفّع نبيّنا محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم فينا يوم القيامة ، أو اللهمّ شفّع فينا عبادك الصالحين أو ملائكتك ، أو نحو ذلك ممّا يطلب من الله لا منهم ، فلا يقال : يا رسول الله ، أو يا ولي الله أسألك الشفاعة أو غيرها .... (١)
وقبل أن نتعرّض لبيان ومناقشة أدلّة المانعين لطلب الشفاعة من الصالحين ، نشرع في بيان الأدلّة المجوّزة لذلك والواردة في الكتاب والسنّة :
__________________
(١) كشف الارتياب : ١٩٣ ؛ وانظر كشف الشبهات : ١٦.