والمعنوية ، وعلى العكس من ذلك كلّما قلّل الاهتمام بالعنصر المادي والتعلّقات الجسمانيّة واللذائذ والشهوات البدنية والتفت إلى العمق الروحي وغاص في المعاني الروحية والقيم المعنوية ، استطاع أن ينمي القوى والطاقات الباطنية الكامنة ويظهرها إلى العيان ، واستطاع أن يضفي على قدراته وإمكاناته قدرات وإمكانات أوسع وأشمل.
إنّ المرتاضين وتحت تأثير الرياضات الشديدة والأعمال الشاقة التي يقومون بها ـ والمحرمة شرعاً ـ استطاعوا أن يحرروا أنفسهم من القيود والتعلّقات الجسمانية والمادية ، ولا ريب أنّ تلك الرياضات بدرجة من الشدّة والتعذيب للروح بحيث يستحيل على الإنسان العادي تحملها والقيام بها ، بل المرتاض نفسه يطوي طريق الرياضة بصورة تدريجية ويخطو خطوات متتالية إلى أن يصل في نهاية المطاف إلى النتيجة التي يسعى إليها.
ولا شكّ أنّ هذا المنهج ـ الذي يقوم على قطع العلاقات والميول والشهوات المادية والتسلّط على القوى الباطنيّة والاستعدادات الروحية من خلال هذا الطريق الوعر ـ يُعدّ أمراً مخالفاً للفطرة الإنسانية والقوانين الإسلامية المسلّمة ، لأنّه نوع اضرار وتعذيب للروح والبدن وفي الحقيقة هو «رهبانية مسيحية» نهى عنها الإسلام ووقف في وجهها.
٢. سلوك طريق العبودية
إنّ الطريق الصحيح والأُسلوب الأمثل لتكامل الروح ورقي النفس يكمن في الالتزام بالتعاليم والإرشادات الإسلامية وطي طريق العبودية المستقيم لله سبحانه ، والعمل وفقاً للأوامر والتشريعات الإلهية التي عيّنتها وحدّدتها السماء ،