٣. الهيمنة على الأفكار المتشتّتة
من الأُمور التي يطمح إليها الإنسان المؤمن والآمال التي يرنو إليها هو الهيمنة على قواه العقلية وصبّها على مركز واحد حال العبادة ، وهذا المركز هو التوجّه المطلق إلى الله تعالى والابتعاد عمّا سواه ، ولا ريب أنّ هناك الكثير من الناس ممّن يفتقدون الحضور القلبي تجدهم يذهبون يميناً وشمالاً ، وتسرح أذهانهم وأفكارهم هنا وهناك حال الصلاة وحال القيام بالعبادات الأُخرى كالدعاء وتلاوة القرآن وغير ذلك. وما ذلك إلّا لأنّهم لم يهيمنوا على القوّة الخيالية ولم تكن لديهم الولاية عليها ، ومن هنا لا يستطيعون أن يأتوا بصلاة واحدة ذات أربع ركعات من دون أن تسرح مخيلتهم هنا وهناك ، ومن هنا تجدهم في حقيقة الأمر يقفون للعبادة مجرّد هياكل بدنية فقط فأمّا الروح فسارحة مع خيالها الخاص بها بعيداً عن أجواء العبادة.
٤. تحرير الروح عن البدن
إنّ العلاقة بين الروح والبدن في عالم الطبيعة علاقة وثيقة وأنّ أحدهما بحاجة ماسة إلى الآخر ، فالروح مهمتها تدبير البدن وحفظه من الفساد والخراب فالبدن محتاج إليها ، ولكن من جهة أُخرى نجد أنّ الروح هي الأُخرى بحاجة إلى البدن لتنفيذ ما ترومه الروح والقيام بالنشاطات التي تبتغيها من خلال الأعضاء والجوارح المادية ، فالروح تسمع من خلال الأُذن وتبصر من خلال العين وهكذا ....
ولكن قد تتحرر الروح من البدن بسبب التكامل والقدرات المعنوية التي تحصل عليها عن طريق العبادة والخضوع للحق تعالى ، الأمر الذي يصحّ أن يطلق