عالم الطبيعة بحيث تصبح نفسه قادرة على التصرّف فيه بإذن الله تعالى وبدون أن يعتمد على الأسباب الطبيعية. وحينئذ يكون قادراً على القيام بسلسلة من الأعمال الخارقة للعادة من قبيل المعجزات والكرامات.
ولإثبات هذا الادّعاء نأتي بطائفة من آيات الذكر الحكيم والتي تشهد بوضوح على أنّ أولياء الله يستطيعون ـ ولمصلحة ما ـ التصرّف في عالم الطبيعة.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى القدرة العظيمة التي وهبها الله سبحانه للأنبياء عليهمالسلام في التصرف ـ بإذنه ـ في عالم الطبيعة ، نكتفي هنا بالإشارة وبصورة مختصرة إلى بعضهم عليهمالسلام ، وهم : يوسف ، سليمان ، والمسيح عليهمالسلام.
الف : تصرّف يوسف عليهالسلام في ردّ البصر إلى والده
أكّد القرآن الكريم هذه القصة بقوله :
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ* وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ* قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ* فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً). (١)
وأنت ترى أنّ القرآن الكريم يؤكّد تلك الحقيقة في ضمن آيتين :
١. (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً).
٢. وقوله : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً).
ولا ريب أنّ المعافي والمشافي الواقعي هو الله سبحانه وتعالى ، ولكن ـ وكما
__________________
(١) يوسف : ٩٣ ـ ٩٦.