قال المفسّرون : إنّ الهدف من بناء المسجد هو إقامة الصلاة والتبرّك بأجسادهم الطاهرة.
إلى هنا نكتفي بهذه الآيات الأربع ، والتي يكشف الإمعان فيها عن حقيقة واضحة وترشدنا إلى أصل علمي وقرآني جليّ ، وهو أنّ المشيئة الإلهية قد تعلّقت بأن تفاض نعمه ومواهبه المادية والمعنوية على البشر من خلال الأسباب الطبيعية ، بلا فرق بين الأُمور المادية والمعنوية ، فعلى سبيل المثال شاءت الإرادة الإلهية أن تفاض هدايته على البشر عن طريق الأسباب الطبيعية فأرسل لهم الأنبياء مبشّرين ومنذرين.
ولكن في الوقت نفسه قد تتعلّق الإرادة الإلهية بأن يجري فيضه عن طريق الأسباب والطرق والمجاري غير الطبيعية ، وما التبرّك إلّا واحداً من تلك المجاري التي يتمسّك بها الإنسان لاستنزال الفيض الإلهي والنعم الربّانية عليه.
الغرض من التبرّك
إنّ الغرض من التبرّك يكمن في أمرين :
١. طلب الفيض المعنوي والنعم الإلهية التي قد ترد أحياناً من غير المجرى الطبيعي على الإنسان والتي أشرنا إلى نماذج منها في الصفحات السابقة.
٢. لا ريب أنّ مودة النبي الأكرم ومحبّة أهل بيته الطاهرين وأصحابه الميامين من الدساتير الإلهية التي نطق بها القرآن الكريم ونزلت بها الآيات الشريفة ، ولا ريب ـ أيضاً ـ أنّ هذه المودة وهذا الحب لا بدّ أن يتجلّى بمظاهر معيّنة ، ففي حياتهم عليهمالسلام يتجلّى بما يقوم به التابعون المخلصون لهم ، وأمّا بعد مماتهم فيتجلّى بصور أُخرى متنوّعة ، أبرزها وأهمها إظهار الفرح والسرور في أيّام