١. التبرّك بتحنيك الأطفال
كانت السنّة الرائجة في أوساط المسلمين في عصر الرسالة حينما يرزق أحدهم بمولود يأتي به إلى الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يحنكه بشيء من التمر ثمّ يدعو له ، يقول ابن حجر في هذا الصدد : في من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال ممّن مات صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في دون سن التمييز ، ... لغلبة الظن على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم رآهم لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده حين ولادتهم ليحنكهم ويسمّيهم ويتبرّك عليهم ، والأخبار بذلك كثيرة شهيرة ، ففي «صحيح مسلم» عن عائشة أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ؛ وأخرجه الحاكم في كتاب الفتن في «المستدرك» عن عبد الرحمن بن عوف قال : ما كان يولد لأحد مولود إلّا أتى به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فدعا له ـ الحديث. (١)
ولما ولد عبد الله بن عباس وكان الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وبنو هاشم في شعب أبي طالب ، حنكه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بريقه.
٢. التبرّك بالمسح واللمس
لم تنحصر مسألة التبرّك والتحنيك بأطفال المسلمين فقط ، بل كان الكبار منهم يصرّون على التبرّك بالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث كانوا يطلبون منه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يمسح على رءوسهم ويبارك لهم ، ومن هؤلاء زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي ، قال ابن حجر : فدخل زياد منزل ميمونة أُمّ المؤمنين وكانت خالته ... فقالت يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه ابن أُختي ، فدعاه فوضع يده على رأسه ثمّ حدرها على طرف أنفه ،
__________________
(١) الإصابة : ١ / ٦ ـ ٧ ؛ الاستيعاب (في حاشية الإصابة) : ٣ / ٦٣١.