«والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبَّ الناس إليه من والده وولده». (١)
والروايات الواردة في هذا المجال بحدّ من الكثرة بحيث لا يمكن ذكرها هنا ، ومن هنا نكتفي بالرواية السابقة فقط.
ثمّ إنّ من المسلّم به هو أنّ المسلمين حينما يحيون ذكرى مولد الرسول الأكرم ويحتفلون بهذه المناسبة العظيمة لا يحدوهم في ذلك إلّا دافع إظهار الحب والولاء للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتعبير عن مدى ولائهم وإخلاصهم ومودتهم له صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيبرزون ما يكمن في صدورهم ويكن في ضمائرهم من حبّ وشوق له صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولقد حثّ القرآن الكريم المسلمين ـ بالإضافة إلى الإيمان بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إلى تعزيره وتكريمه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث قال سبحانه وتعالى :
(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (٢)
فمن الواضح أنّ الآية الكريمة توجه إلى المسلمين مجموعة من الدساتير ، وهي :
١. (آمَنُوا بِهِ).
٢. (عَزَّرُوهُ).
٣. (نَصَرُوهُ).
٤. (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ).
__________________
(١) جامع الأُصول : ١ / ٢٣٧ ، برقم ٣١.
(٢) الأعراف : ١٥٧.