المحسنين ، ولكن هذا الثواب والجزاء تفضّل منه سبحانه وتعالى وليس للعبد أو عمله استحقاق على الله ، وانطلاقاً من هذا التفضّل والعطف الإلهي والرحمة الربانية جاءت الروايات لتجيز العمل النيابي عن الميت ، ليتسنّى للميت الحصول على ذلك الفضل الرباني والرحمة الإلهية.
النذر لأولياء الله
إنّ النذر سنّة معروفة بين كافّة المسلمين في العالم كلّه ، وخاصة في البلاد التي تحتضن قبور أولياء الله وعباده الصالحين.
ولقد تعارف بين المسلمين النذر لله وإهداء ثوابه للنبي أو لعترته الطاهرة أو لأحد الصالحين ، فيقول الناذر : «لله عليّ» ثمّ يهدي ثوابه للنبي مثلاً ، ولا مانع من ذلك أبداً.
إذا عرفنا ذلك الأصل حينها تتّضح لنا وبجلاء معنى قول الناذر في بعض الأحيان : «لله عليّ أن أذبح شاة للنبي أو للوصي» ، فإنّ مفاد كلمة «لله» غير مفاد كلمة «للنبي» قطعاً ، وإن كانت الكلمتان مقرونتين بحرف اللّام ، ولكن مفاد الحرف في لفظ الجلالة غير مفاده في لفظ النبي ، وذلك لأنّ معنى اللام في الأوّل يراد به التقرّب والقيام بالفعل لله تعالى وحده ، والحال أنّ المراد من اللام في الثاني «النبي» ينصرف إلى معنى آخر ويراد به معنى الانتفاع والاستفادة ، ومن حسن الحظ انّ كلا التعبيرين قد وردا في الذكر الحكيم حيث قال سبحانه :
(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ). (١)
وفي آية أُخرى قال تعالى :
__________________
(١) سبأ : ٤٦.