كان البحث في السابق يدور حول القسم على الله بحقّ الأولياء الصالحين بنحو يتوسّل الإنسان بمقامات ومنازل الأولياء ويقسم على الله تعالى بها ، لينجح طلبته ويستجيب دعاءه.
وأمّا البحث في المقام فيدور حول مسألة أُخرى ألا وهي «الحلف بغير الله تعالى» ، فمن السائد بين المسلمين أنّهم وفي محادثاتهم اليومية يقسمون بالنبي الأكرم أو القرآن الكريم فيقول أحدهم لصاحبه : أقسم بالرسول إنّي لم أفعل الفعل الفلاني ، أو أقسم بالقرآن الكريم إنّي سأفعل كذا ، وحينئذ يطرح السؤال التالي نفسه : ما هو حكم هذا النوع من القسم في الشرع الإسلامي؟
وقبل الإجابة عن هذا التساؤل نقدّم مقدّمة نشير فيها إلى مسألتين ، هما :
١. ما هي الغاية من القسم بغير الله في القرآن الكريم؟
إنّه سبحانه وتعالى حلف في القرآن الكريم بأشياء غير ذاته سبحانه يربو عددها على الأربعين ، منها : الحلف بالتين والزيتون ، وطور سينين ، والبلد الأمين ، والليل والنّهار ، والفجر ، وليال عشر ، والشفع والوتر ، والطور ، والكتاب المسطور ، والبيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والبحر المسجور ، والحلف بعمر النبي ، فقال عزّ من قائل :