وذلك بتقدير كلمة «رب» في جميع الجمل والآيات ، فقوله سبحانه : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها* وَالْقَمَرِ ...) يعني «وربّ الشمس» ، «وربّ القمر» وهكذا ، وبالنتيجة ترجع حقيقة القسم إلى القسم بذاته سبحانه ، وهذا أمر لا ضير فيه ولا مانع منه.
ومن الواضح انّ هذا التأويل من المصاديق البارزة للتفسير بالرأي ، الذي ينطلق من العقائد والآراء السابقة التي دفعت صاحبها إلى أن ينحو هذا المنحى من التأويل ظناً منه أن يستطيع بذلك إيجاد حالة من الوئام بين الآيات الكريمة وبين ما ذهب إليه من المعتقد!!!
الحلف بغير الله في السنّة النبوية
لقد سارت السنّة النبوية على منوال القرآن الكريم حيث جاء فيها نماذج كثيرة من الأحاديث والروايات التي تمّ فيها الحلف بغير الله سبحانه وتعالى ، نشير إلى بعضها :
١. قال مسلم في صحيحه :
«جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، أيّ الصدقة أعظم أجراً؟
فقال : «أما وأبيك لتنبّأنّه ، أن تُصدّق وأنت صحيح شحيح ، تخشى الفقر وتأمل البقاء». (١)
٢. وروى مسلم أيضاً :
جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من نجد ـ يسأل عن الإسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خمس صلوات في اليوم والليل».
__________________
(١) صحيح مسلم : ٣ / ٩٤ ، باب أفضل الصدقة من كتاب الزكاة.