٢
محمد بن عبد الوهاب
نشأته ووفاته
ولد محمد بن عبد الوهاب سنة ١١١٥ ه ـ في مدينة «العيينة» في نجد ، وكان والده الشيخ عبد الوهاب رجلاً صالحاً متّقياً ، بحيث يُعدّ من قضاة المدينة ، تلقّى محمد بن عبد الوهاب دروسه الفقهية ـ الفقه الحنبلي ـ في موطنه ، ثمّ سافر إلى المدينة ليكمل دراسته فشرع فيها بدراسة الحديث والفقه.
وكان يبدو على قسمات وجهه وفلتات لسانه بين الحين والآخر ، ما يكتمه ويخفيه من المعتقدات ، وقد كان محمد بن عبد الوهاب ممّن يتفرّس مشايخه وأساتذته فيه الضلال ، حينما كان يتردّد إلى مكة والمدينة لأخذ العلم من علمائها ، وعند ما كان يدرس على الشيخ محمد بن سليمان الكردي والشيخ محمد حياة السندي كانا يتفرّسان فيه الغواية والإلحاد ، بل يتفرّس غيرهما فيه مثل ذلك ، وكان ينطق الكلّ بأنّه سيضلّ الله تعالى هذا الرجل ويضلّ به من أشقاه من عباده ، حتّى أنّ والده عبد الوهاب وهو من العلماء الصالحين كان يتفرّس فيه الإلحاد ويحذّر الناس منه ، وانّ أخاه سليمان ألّف كتاباً في الرد على ما أحدثه من البدع