٥
الانعطاف في بعض الاتجاهات الوهابية
من المسلّم به أنّ الوهابية تقوم أُسسها على الفكر السلفي المتحجّر الذي لا يسمح بأيّ نوع من أنواع الحداثة والتجديد في جميع نواحي الحياة البشرية ، وحين استولى عبد العزيز بن عبد الرحمن في عام ١٣٤٤ ه ـ على الحرمين الشريفين وأحكم قبضته على تلك البقاع المقدّسة واستتب له الأمر وجد نفسه مضطراً إلى إحداث نوع من الانفتاح في حكومته لتنسجم مع الواقع المعاصر له في ذلك الوقت ، وانّ النهج البدوي الذي كان يعتمده الوهابيون في حياتهم لا بدّ أن يتغيّر نوعاً ما ، ولذلك وافق على دخول بعض مظاهر الحداثة إلى بلاده كالهاتف ووسائط النقل والدراجات النارية والهوائية و ... الأمر الذي أثار حفيظة وغضب أتباعه المتعصّبين ، الذي يعبّر عنهم في تاريخ المملكة بالإخوان ، فأثاروا له مشكلة خاصة تكمن في إصرارهم على السير على النهج الوهابي السابق وتطبيق مبادئ الوهابية ، فرموه بموالاة الكفّار الإنجليز ، والتساهل في الدين ، وأنكروا عليه ألقاب السلطان والملك وتطويل شاربه وثوبه ولبس العقال وغير ذلك ، واعتبروا استعمال الهاتف واللاسلكي ووسائط النقل كالسيارات بدعاً ، لأنّها من صنع الإفرنج.