فاعتبروا أنّ «غريزة التديّن» أو «الشعور الديني» عاملاً فاعلاً في ظهور الميل إلى ما وراء الطبيعة ، كما اعتبروا «غريزة حب الجمال» عاملاً أساسياً في ظهور القيم الأخلاقية ، وأنّ تلك الغريزة هي المنبع الأساسي لتلك الفضائل والسجايا.
وفي الحقيقة أنّ تلك الميول «الغرائز الباطنية النزيهة» هي بمنزلة العامل الأساسي للإنسان ورأس ماله الأوّل الذي يستطيع من خلال تنميته أن يخطو الخطوة الأُولى في طريق الكمال والرقي المعنوي ، وإلّا ـ أي إن لم ينمّ تلك الغرائز ـ فإنّه سيبقى بعيداً عن قمّة ذلك الكمال ويعيش بعيداً عن كل المثل الأخلاقية العليا.
ب : العقل
إنّ العقل هو الوسيلة الأُخرى التي تأخذ بيد الإنسان نحو الكمال ، وهو الضياء الساطع والمصباح المنير الذي ينير للإنسان طريقه ، ويبدّد الظلام الحالك الذي يعترض مسيرة حياته ، من هنا تكون الاستفادة من هذه النعمة الإلهية العظيمة ـ على أفضل وجه وأكمله ـ عاملاً أساسياً آخر في سوق الإنسان نحو الكمال ووصوله إلى قمّة الرقي الإنساني والتطوّر الحضاري.
ج : الأنبياء والمصلحون الإلهيّون
إنّ الوسيلة الثالثة التي تأخذ بيد الإنسان نحو الكمال وتسوقه نحو الرقي تتمثّل في الأنبياء والصالحين من عباد الله الذين جاءوا بتعاليم وإرشادات سامية وبرامج متكاملة للهداية والاستقامة والصيانة من الضلال والانحراف ، بل أنّ قسماً من مهام الأنبياء ومسئولياتهم تكمن في تنمية الاستعدادات والقدرات