وأحكمها وأتقنها والذي يمكن الاعتماد عليه بصورة كاملة والركون إليه في بيان عقائدهم ونظرياتهم الدينية وآلهتهم المزيّفة والباطلة هو القرآن الكريم ، حيث تحدّث عن تلك العقائد في مناسبات مختلفة ، وأزاح الستار عن الكثير من الأُمور التي تدور في هذا الفلك ، ومنها أنّه بيّن الأهداف والغايات التي ينشدونها من وراء عبادتهم وطاعتهم للأصنام والأوثان.
ومن هنا يكتسب بحثنا أهمية قصوى وقيمة عليا ، وها نحن نقتفي أثر القرآن الكريم ونستمد العون من آياته المباركة لمعرفة الأهداف التي ينشدها المشركون من العبادة ، وهذه الأهداف تتمثل بالأُمور التالية :
الهدف الأوّل : طلب النصرة والعزّة
إنّ مشركي العصر الجاهلي ـ وعلى العكس من الموحّدين ـ يعتقدون أنّ عزّة المجتمع الإنساني وانتصاره على الأعداء والخصوم تقع بيد الأصنام ، فهي التي تتمكّن من تحقيق ذلك متى شاءت وأرادت.
ومن هذا المنطلق تراهم يتوجّهون إليها بخشوع وتذلّل طالبين منها المدد والنصرة والعزة والغلبة ، ولقد أشار القرآن الكريم في آياته المباركة إلى كلّ من نظرية الموحّدين والمشركين في هذا المجال وبيّن الفارق الجوهري بين النظريتين بما لا لبس فيه ولا يعتريه شك ، وذلك بالنحو التالي :
١. إنّ الموحّدين يعتقدون اعتقاداً جازماً أن العزّة والكرامة والرفعة الاجتماعية وغيرها بيد الله سبحانه وتعالى وحده :
(فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً). (١)
__________________
(١) فاطر : ١٠.