ج ـ إنَّ أجمع كلمة تنطبق على هذا المغفَّل هو ما قيل في غيره قبل زمانه : اعطي مقولاً ولم يعطي معقولاً. فتراه في أبحاث كتابه يقول ولا يعقل ما يقول ، ويردّ غير القول الذي قد قيل له ، فهذا آية الله العلّامة الحلّي يروي عن ابن عمر قوله : ما كنّا نعرف المنافقين ... وهذا يقول : انّه حديثٌ مكذوبٌ على النبيِّ صلىاللهعليهوآله ولم يعقل أنَّ راويه لم يعزه إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآله ، فكان الحق المقام أن يفنَّد نسبته إلى ابن عمر.
على أنَّ ابن عمر لم يتفرَّد بهذا القول ، وإنّما أصفق معه على ذلك لفيفٌ من الصّحابة منهم :
١ ـ ابو ذرّ الغفاري فإنّه قال : ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا بثلاث : بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلّف عن الصّلاة ، وبغضهم عليَّ بن أبي طالب.
أخرجه الخطيب في المتّفق ، محبُّ الدين الطبري في الرِّياض ٢ ص ٢١٥ ، الجزري في أسنى المطالب ص ٨ وقال : وحُكي عن الحاكم تصحيحه ، السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩٠ (١).
__________________
قال محقق الكتاب في الهامش : «لم اجد الحديثين لا في كتب الاحاديث الصحيحة ولا كتب الاحاديث الموضوعة.
(١) وراجع ايضاً شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ٤ و ٨٣ ، تاريخ الاسلام