ونفي المعاصي عن الرحمن ، ونفي القدماء الذين جعلوها مع الله تعالى فسموها (١) صفات ؛ فأثبتوا أكثر من قديم واحد ، فما الكفر عند أهل التحصيل إلا هذا.
[موقف الأئمة من المجبرة والمشبهة]
وأما الحكاية عن القاسم والهادي والناصر عليهمالسلام في اعتقادات القوم فلا بد من ذكرها.
وأما ما ذكر من استظهار الهادي عليهالسلام على المجبرة والمشبهة فلم يسب أحدا ولا ذكر في سيرته ، فأنا ذاكر في ذلك (٢) برهانا شافيا.
فأما سيرته عليهالسلام فما في أيدينا منها جزءا من عشرين جزءا أوله أيام ووقعات معلومة. منها جملة ما ذكر في سيرته ، منها حروبه مع القرامطة نيف وسبعون وقعة ما ذكر منها في سيرته عليهالسلام وقعة واحدة ، وبعض حروب بني الحارث ؛ ولما نزل إلى بلاد المجبرة في الجيش كان قد تقدم إظهارهم لطاعته ملوكهم الحكميون ورعاياهم ، فأي سبي والحال هذه (٣).
__________________
(١) في (ب) : وسموها.
(٢) في (ب) : فأنا ذاكر لك.
(٣) هنالك سيرة للإمام الهادي ، تأليف علي بن محمد العباسي العلوي ، طبع سنة ١٩٧٢ م ، تحقيق سهيل زكار ، وهنالك سيرة أخرى ذكر إنها خطية ولم تصل إلينا ؛ تأليف محمد بن سليمان الكوفي. كما أن هناك سيرة للإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي ، للمؤرخ عبد الله بن عمر الهمداني من أعلام القرن الرابع ، وهو كذلك لم يصل إلينا ، وسيرة الإمام الهادي تجدها مبثوثة في كتب التأريخ ، خاصة ما يتعلق بأئمة الزيدية ، مثل : (الإفادة في تأريخ الأئمة السادة) للإمام أبي طالب ، (المصابيح) لأبي العباس الحسني ، (الحدائق الوردية) لابن حميد ، (مآثر الأبرار) للزحيف ، (اللآلئ المضيئة) للشرفي ، (المقصد الحسن) لابن حابس ، (النفحة العنبرية) لأبي علامة ، و (أئمة اليمن) لزبارة.
انظر كتاب (الإمام الهادي مجاهدا وواليا وفقيها) تأليف عبد الفتاح شائف نعمان طبعة أولى سنة ١٤١٠ ه.