بِالْكافِرِينَ) [العنكبوت : ٥٤] ، وقال تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) [آل عمران : ٩٧] فسمى تارك الحج كافرا ، وقال تعالى : (لِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ) [آل عمران : ١٤١] ، قسمهم قسمين ممحص وممحوق.
[دار الفسق وأحكامها]
فنحن أيدك الله بتوفيقه أخرجنا وحققنا في أن جعلنا قسما ثالثا فاسقا وإلا فالأصل الإيمان والكفر ، وكل آية يوجد فيها اسم الكفر [واسم] (١) الفسق فلأن الفسق أحد أسماء الكافر بالإجماع ؛ لأن عندنا أن الكفر يدخل تحته الفسق ؛ لأن أكفر الكافرين إبليس عليه اللعنة فسماه الله تعالى فاسقا ، وذلك ظاهر في قوله تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف : ٥٠] فسماه فاسقا ، وقال تعالى : (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) [الأعراف : ١٤٥] بعد ذكره الكفار فكان تجريد اسم الكفر لهم ، وأصل الفسق الخروج عن الدين وهم بلا بد خارجون ، فنحن أخرجنا الفساق عن أمر قد كانوا داخلين فيه ، وجعلنا لهم بالعلم المبين اسما وحكما ، وإلا فكانت الظواهر من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد التهمتهم ، والأحكام من ظواهر كلام الأئمة عليهمالسلام قد اصطلمتهم ؛ فإن رام رائم إخراج الكفار عن الاسم والدار كان هذا زيادة في الحد وهو نقصان في المحدود.
فأما فعل الأئمة عليهمالسلام فهو محتمل وجائز ، وأما فتاويهم سلام الله عليهم فهي مقصورة على ما مست إليه الحاجة ودعت إليه الضرورة ، وأعمال الدين إنما استقامت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثين سنة ، ولهذا احتجت العامة بما روي عن
__________________
(١) سقط من (أ).