يعني أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكما قال شاعر بني ذبيان :
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا |
|
فوا عجبا ما بال دين أبي بكر |
أيورثها (١) بكرا إذا مات بعده |
|
وتلك لعمر الله قاصمة الظهر |
وإن التي سألوكم ومنعتم |
|
لكالتمر أو أحلى لدي من التمر (٢) |
فالقوم مقرّون بالله وبرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنما قالوا : لا نحب حملها بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أحد ، وأبو بكر لاعتقاده أنه خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والقائم من بعده قال : له ما للرسول ، ولو صح أنه خليفة لكان حقا ما قال ولم ينكر عليه أحد قوله على المنبر فكان إجماعا ؛ لأن الأكثر اعتقد إمامته [فأوجب ذلك والأقل فلم يخطئه في أن للإمام ما للرسول وإن كان لا يعتقد إمامته] (٣) ، ولم يختلف أحد في أن أبا بكر سبى جميع من قاتل ، وما سلم ممن قاتله من السبي إلا أهل (بزاخة) فإنهم لقوه بالجيش مجردا من النساء والذرية وتركوا بينهم وبين الذراري يومين أو نحو ذلك ، وما حضرت الجيش امرأة تذكر إلا امرأة طليحة ، فلما حقت الهزيمة قدمها بين يديه راكبة وحماها حتى نجت ، وملك على بني ذبيان أرضهم ـ أعني أبا بكر بمشهد من الصحابة رضي الله عنهم ـ وقال : حرام على بني ذبيان [أن يتملكوا علينا] (٤) هذه الأرض بعد أن أفاءها الله علينا. وقال لأصحابه : إن الأرض كافرة. فأخرجها من الحكم الأول ولم ينكر عليه أحد ، وما قبض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا وجزيرة العرب دار الإسلام لا يشوبه كفر إلا ما نجم في حال
__________________
(١) في (أ) ، (ب) : يورثها.
(٢) سبق إيراد الأبيات في (الرسالة الهادية) ، وهي منسوبة إلى الخطيل بن أوس أخي الحطيئة ، وانظر الطبري وابن الأثير و (الرسالة الهادية).
(٣) سقط من (أ) ، وهو في حاشية (أ) ، وفي (ب).
(٤) سقط من (أ) ، وهو في (ب) ، وحاشية (أ).