[بعض المحن التي جرت على آل البيت]
في الرواية عن علي عليهالسلام : المحن إلى شيعتنا أسرع من السيل إلى الحدور ، وفي الحديث : «من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا ، وللمصائب أبوابا» (١) رواه المرتضى بن الهادي عليهماالسلام فكان مسنده في الرواية مفسرة ؛ فمقالتهم أسست على المحن ، ونشأت في أيام الهزاهز والقتل والفتن ، تحاملت عليهم الأيام ، وتظاهر أرباب الأجرام ، فأول عادية عليهم بيعة السقيفة ، ثم تبعها ظلم فاطمة الزهراء الشريفة (٢) ، وسم سبطها الأكبر سرا (٣) ، وقتل سبطها الأصغر جهرا (٤) ، وصلب زيد بن علي عليهالسلام بالكناسة (٥) ، ومثل بولده يحيى في المعركة (٦) ،
__________________
(١) الحديث في (نهج البلاغة) ج ٤ ص ٢٦ رقم (١١٢) موقوف على أمير المؤمنين إلى قوله : «جلبابا» ، وهو في (كنز العمال) ج ٣ ص ٦٣٩ رقم (٣٧٦١٥) عن علي ، وعزاه إلى أبي عبيد ، وهو في (بشارة المصطفى) لمحمد بن علي الطبري بلفظ مقارب ص ٨٩ ، وفي (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب ج ١ ص ٣٨٦ ، وعن رسول الله بلفظ : «إن كنت تحبني فأعد للفقر جلبابا» في (مشكاة الأنوار) للطبري ص ٨٧ وص ١٢٨ ، وهو في (بحار الأنوار) ج ٢٥ ص ١٥ بلفظ : «من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا» ، ونفس المصدر ج ٢٦ ص ١١٧ ، وعزاه إلى النهاية.
(٢) في قضية حرمانها من فدك التي أوصى بها أبوها بحجة أن الأنبياء لا تورث ، وهي قضية مشهورة في كتب التأريخ ، والسيرة.
(٣) الإمام الحسن بن علي ـ عليهالسلام ـ ، الذي دسّ عليه معاوية السم بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث.
(٤) الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ، سيد الشهداء (قتيل كربلاء) ، وقصته مشهورة.
(٥) الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام [٧٥ ـ ١٢٢ ه] في سيرته ومقتله كتب ، وهو أشهر من نار على علم.
(٦) الإمام الشهيد يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [٩٨ ـ ١٢٥ ه] ، حمل رأسه إلى الوليد الأموي ، وصلب جسده بالجوزجان سنة ١٢٥ ه ، وبقي مصلوبا إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني.