سادات بني هاشم ، وجمعوا الحطب لتحريقهم.
وكان بعد ذلك من ولاية الحجاج ما أظلمت به الفجاج ، وانطمس السراج ؛ فلما غلظت أحكام الدين ، وطمست سنة خاتم المرسلين ، وسبت اليهود محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم في مجلس هشام بن عبد الملك خليفة الرسول بزعم الكافرين المشركين ، غضب زيد بن عليعليهالسلام فيمن أطاعه من شيعته فمنهم : نصر بن خزيمة العبسي (١) ، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري (٢) ، وجماعة وافرة من الصالحين ، فضاربوا بأسيافهم غضبا لله تعالى حتى قتلوا أجمعين ، ورفعوا على الجذوع مصلوبين ، وحرق زيد بن علي عليهالسلام ، وضرب بالعسبان حتى صار رمادا ، ونسف في البر والبحر ، وهو من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمكان المكين.
[جرائم بني العباس]
[ثم قامت الدولة العباسية فكانت أخبث وأشر ، وأدهى وأمر] (٣) وقد قدمنا طرفا من حكاية أمرهم وإن كانت لعجبها لتكاد تنقضي فالله المستعان.
قتلوا من تقدم ذكره ، ثم قتلوا بعد ذلك عبد الله بن محمد بن عبد الله عليهالسلام (٤) بالهند على يدي هاشم بن عمرو التغلبي (٥) ، ثم كان من موسى الفظّ
__________________
(١) نصر بن خزيمة العبسي ، ستأتي ترجمته في رسالة قادمة للمؤلف.
(٢) معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري. أحد المجاهدين الأبطال ومن مشاهير الإمام زيد وفرسانه ، استخفى الإمام ـ عليهالسلام ـ في داره أياما. وقتل مع الإمام زيد بن علي وصلب معه سنة ١٢٢ ه. انظر (معجم أصحاب الإمام زيد).
(٣) سقط من (ب).
(٤) عبد الله الأشتر بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
قال أبو الفرج في (مقاتل الطالبيين) : كان عبد الله بن محمد بن مسعدة المعلم ، أخرجه بعد قتل أبيه إلى بلد الهند فقتل بها ووجه برأسه إلى أبي جعفر المنصور ، وذكر قصته. انظر (مقاتل الطالبيين) ص ٢٦٨. إلى ص ٢٧٢.
(٥) في (مقاتل الطالبيين) : هشام بن عمرو بن بسطام التغلبي. ولّاه أبو جعفر على السند ، فشخص إليها ، وقتل الأشتر ، وبعث برأسه إلى أبي جعفر.