مخارق (١) ، وعلوية (٢) ، وزرزر ، وعمرو بن مامة المهلبي ، وأهل البيت المطهرين من الأدناس ، المفضلين على جميع الناس ، يتكففون الناس فقرا ، ويموتون ضرا.
[نماذج من جرائم بني العباس]
فلسنا [ولسنا] نذكر عاهات أئمتهم بأعيانهم تنزيها لألسنتنا عن ذلك ، وإلا فحالهم غير مجهول.
قتل المأمون أخاه (٣) ، وقتل المنتصر أباه (٤) ، وقاسم بن المهدي أمه ، وقتل المعتضد عمه (٥) ، ولنكتفي بالقليل عن الكثير ، هذا الجالس اليوم على السرير ببغداد إذ قتل أباه في الحمام ، وأذاقه كأس الحمام ، وقتل الطرنجي بالفيتقية ، وابن يحيى الفارس ، وهما نديماه وكتيماه ، وقتل خاصته في الوداد بغير طاعة رب العباد المسمى نفحة الحسني ، وكان سكرانا ندم على قتله وحاول قتل نفسه أسفا على فراقه ، وقتل الفقيه الحنبلي بالقرية المعروفة بالحربية لما أنكر عليه شرب الخمر ونقر الدفوف والحنوك والمزامير والعيدان ، وقال له : لقد جمعت ما حرم الله على عباده على أعيان
__________________
(١) مخارق أبو المهنّأ ابن يحيى الجزار ، المتوفى سنة ٢٣١ ه ، وهو ابن جزار من المماليك ، وكان مملوكا لعاتقة بنت شهدة بالكوفة. قرّبه هارون العباسي وأقعده على سريره ، وأعطاه ثلاثين ألف درهم ، وأخباره كثيرة. وهو الذي قال فيه دعبل :
إن كان إبراهيم مضطلعا بها |
|
فلتصلحن من بعده لمخارق (أي الخلافة) |
انظر (الأعلام) ٧ / ١٩١.
(٢) علوية : هو علي بن عبد الله بن سيف أو يوسف ، أبو الحسن. مغني بغدادي. تخرج على إبراهيم الموصلي ، وغنى لملوك بني العباس ، وحضى عندهم. توفي سنة ٢٣٦ ه.
انظر (الأعلام) ٤ / ٢٠٣ ، (الأغاني) طبعة دار الكتب ١١ / ٣٣٣ ـ ٣٦٢.
(٣) أي الأمين وقصتهما شهيرة مذكورة في كتب التأريخ.
(٤) هو : محمد المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله!! بن المعتصم أبو جعفر ، قتل أباه سنة ٢٤٧ ه ، فمكث بعده ستة أشهر وأيام ومات سنة ٢٤٨ ه.
(٥) هو أحمد بن طلحة بن جعفر. أبو العباس (٢٤٢ ـ ٢٨٩ ه).
انظر (الأعلام) ١ / ١٤٠.