أيام علي بن موسى الرضا :
يمن عليكم بأموالكم |
|
وتعطون من مائة واحدا (١) |
فهذا رحمك الله بيان مقالتك ، والكافة من الإخوان قبلك ، أردنا الكشف والإيضاح لأحوال الأمة الظالمة ، للعترة القائمة الذين جعلوا الإمامة في غيرهم ، وأخرجوهم عن وراثة النبوة التي فضلهم الله ببقائها ، وسكنهم في رفيع فنائها ، والجهل رحمك الله بأحكام الإمامة باب الفتنة ومفتاح المحنة ؛ لأن الجهل بأحكامها كان السبب لهلاك من هلك ، والمعرفة بأربابها كان الذريعة لنجاة من سلك.
فإذا قد تقرر لك ذلك وعلمت أن جميع فرق الجبر على اختلاف أنواعها وتباين أوصافها مطبقة على أن إمامها هو القاعد اليوم على سرير الملك ببغداد ، وحاله ما ذكرنا وبعض أحواله لم نذكر ، وما من المكلفين المعتقدين إمامته إلا من يعلم بحاله أو يتمكن من علم ذلك.
[شرائط الإمامة]
فإن أردت زيادة يقين في ذلك تعرفه بالبرهان ، فقد علمت أن التكليف لا يتعلق بما لا يدخل تحت الإمكان ، وقد علمت أن فرض الإمامة عام وذلك مدع للإمامة ، وهذا موضع شبهة ، فلا بد أن يجعل الله تعالى إلى العلم بحاله طريقا ليكون هلاك
__________________
(١) البيت في أعيان الشيعة ، ضمن أبيات هي :
كفى بفعال امرئ عالم |
|
على أهله عادلا شاهدا |
أرى لهم طارفا مونقا |
|
ولا يشبه الطارد التالدا |
يمن عليكم بأموالكم |
|
وتعطون من مائة واحدا |
فلا حمد الله مستبصرا |
|
يكون لأعدائكم حامدا |
فضلت شيمك في معدد |
|
كما فضل الولد الوالدا |