بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلامه.
[مقدمة عن المطرفية]
اعلم أيدك الله وهداك ، وحاطك وتولاك أن الفرقة الغوية ، الضالة الشقية ، المسماة بالمطرفية ، قطع الله دابرها ، وبت أواصرها ، وألحق أولها أواخرها ، قد جعلت بغض الذرية الطاهرة لها بضاعة ، ورفض الأئمة الهادية سلام الله عليهم عادة وصناعة ، وبنت أمورها على التلبيس والتدريس ، وزادت في مسالكها على مسالك اللعين إبليس ؛ لأن إبليس لعنه الله وأخزاه ، وكبته وأقصاه (١) ، ما زاد على تكثير سواد المشركين وإغرائه لهم بمعاداة أهل الدين ، ووعده لهم بأنه جار لهم ، ومحارب معهم لمن رام حربهم من العالمين ، وهؤلاء لعظم عداوتهم وغلبة شقاوتهم تولوا الدفاع عن الظالمين ، وصاروا مقدمة لجنود الآثمين ، ويقفوا محالهم بالأيمان البالغة أن اعتقادهم اعتقاد المحقين.
[كذبهم عن اعتقادهم]
فكما حكى الله تعالى عن إخوانهم المنافقين بقوله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون : ١] ، فكذبهم الباري تعالى في أمر ظاهره الصدق وهو الشهادة بالنبوة لخاتم المرسلين ، وإنما كذبهم تعالى لشهادتهم بأمر يعلم من حالهم اعتقاد
__________________
(١) في (أ) : ويقعوا.