وروينا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من أحب عمل قوم شرك معهم في عملهم» (١).
وأما محسن الظن به فإجماع الأئمة والأمة منعقد على أن من أحسن الظن في اليهود والنصارى فإنه ينسلخ من الإسلام ، ويخرج من الدين ، والمطرفية باعتقادها الخبيث أقبح حالا من اليهود والنصارى ، وكذلك الكلام في الشاك في كفره ؛ لأن من شك في كفر اليهود والنصارى فهو شاك في نبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن شك في نبوته فهو كافر بلا خلاف بين المسلمين في ذلك ، فهل بقي وجه للسؤال ، وما بعد الحق إلا الضلال.
[حكم معاوية وأتباعه]
وسألت : هل معاوية لعنه الله كافر؟ فما الحجة على كفره ، وإن ثبت كفره فهل حكم أصحابه كحكمه أم لا؟ فلم لم يسر فيهم علي عليهالسلام سيرة الكفار من سبي وغيره ، وهل يكون حكم من مال إليه أو حارب معه وإن لم يصوبه في حرب علي عليهالسلام ولا لحبه ولا لطلب دنيا أو أنس متقدم أو لكون الجهة جهته فلم ينتقل؟
__________________
(١) لم أجده بلفظه ، وله شواهد كثيرة بلفظ : «من أحب قوما حشر معهم» ، عزاه في (موسوعة أطراف الحديث) إلى تفسير ابن كثير ٤ / ٤٢ ، و (كشف الخفاء) ٢ / ٣٠٨ ، وبلفظ : «من أحب قوما حشره الله في زمرتهم» ، وعزاه إلى الطبراني في (الكبير) ٣ / ٣ ، و (مجمع الزوائد) ١٠ / ٢٨١ ، و (كنز العمال) برقم (٢٤٦٧٨) ، و (كشف الخفاء) ٢ / ٣٠٩ ، وبلفظ : «من أحب قوما على أعمالهم حشر معهم يوم القيامة» ، وعزاه إلى (إتحاف السادة المتقين) ٩ / ٦٦٥ ، و (تأريخ بغداد) ٥ / ١٩٦ ، وبلفظ : «من أحب قوما على أعمالهم حشر يوم القيامة في زمرتهم» ، وعزاه إلى (إتحاف السادة المتقين) ٨ / ٧٢ ، و (كنز العمال) برقم (٢٤٧٣٠) ، و (تأريخ بغداد) ٥ / ١٩٦ ، و (العلل المتناهية) ٢ / ٤٣٣ ، و (الكامل في الضعفاء) لابن عدي ٦ / ٥٣٤٨ ، وبلفظ : «من أحب قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة» ، وعزاه إلى (إتحاف السادة المتقين) ٩ / ٦٦٥ ، و (المغني) للعراقي ٤ / ٣٤١. وانظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٨ / ٣٠ ، ٣١.