حكمه يجري عليه ظاهرا ، دليل ذلك ما فعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع عمه العباس ، وقد قال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنا إنما خرجنا كارهين مع قريش ، وذلك المعلوم منهم ، وبغاضتهم لقريش معلوم لعداوتهم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإجماعهم عليه بالعداوة في حقه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أما ظاهر أمرك فكان علينا» (١) فلم يعذرهم بالفداء ، ولا خلصهم بالمن ، وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٧٠] فلم يجعل للكراهة لهم والبغاضة حكما في المظاهرة لهم والكون من جملتهم ، وقد تقدم الكلام في أصحاب معاوية.
[الدليل على كفر أهل المصانع]
وسألت : ما الحجة على كفر أهل المصانع ، ومنهم من لا يعرف اعتقاد المطرفية ، ولا يحب من قال به ، وما الطريق إلى العلم أنهم قد تمالوا على حبهم؟.
الكلام في ذلك : إن الدليل على كفر أهل المصانع من وجوه :
من ذلك تماليهم على منع الصدقة ، وإظهارهم في المجامع والمحافل بشهادة الثقات أنا في بلاد لا تحتمل الزكاة ، فكان ردا لما علم من دين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة وهو كفر بالاتفاق.
الوجه الثاني : متابعتهم للشقي المشرقي وإخوانه المطرفية ، والله عز من قائل
__________________
(١) أخرجه أحمد بن حنبل ١ / ٣٥٣ من حديث طويل ، وفيه : «وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك» ، وهو في طبعة مؤسسة التأريخ العربي دار إحياء التراث برقم (٣٣٠٠) عن ابن عباس. وهو في (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٢ / ٣١٥ وعزاه إلى من سبق ، وإلى (البداية والنهاية) ٣ / ٢٩٩.