عسكرهم على أهاليهم ونسائهم ؛ لأنهم كانوا معه في الكوفة ، وإنما انفصلوا من عسكره وهو صادر إلى الشام لحرب معاوية.
وأما من اتصلنا به في بلادنا هذه من الخوارج فقد صار رأي القوم رأي المجبرة في الأفعال والإرادة وسائر الصفات ، فهم يكفرون بذلك لا غير ، فإن تابوا عنه كان حكمهم ما قدمنا.
[خراب دور بني محمد]
وسألت : ما الحجة على جواز خراب دور بني محمد بروحان وبيعها بمال بني همام وقد أقبل الكل وتاب وامتثل المراسم؟
الكلام في ذلك : إن الدليل على خراب منازلهم كفرهم بالله تعالى وكون دارهم دار حرب يجوز تحريقها وهدمها وتغريقها ، وأصحابهم حكمهم كحكمهم ، ولكن لا يمنع الشرع من صلح بعض الكافرين وحرب الفريق الآخر ، وقد فعل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صالح بني مدلج وسواهم من العرب ، وحارب قريشا وسالمهم في بعض الحالات.
فأما القوم فلا صحة لتوبتهم ، وكيف تصح توبتهم والكفار بين أظهرهم من المطرفية الكفرة الأشرار الذين بدلوا نعمة الله كفرا ، وأحلوا قومهم دار البوار ، جهنم يصلونها وبئس القرار ، ابن برية وأصحابه ساكنون في الجهة إلى تصدير كتابنا هذا في شهر شوال سنة عشر وستمائة ، وعلى أن القوم عليهم من الحقوق الواجبة التي لا يجوز ترك المطالبة بها وتضمينها من أتلفها ، وهي تستغرق أموالهم ومنازلهم ، وللإمام أن يهدم كما فعل علي عليهالسلام في دار جرير بن عبد الله