فيه ، كبني مدلج ، وبني كعب من خزاعة ، وغيرهم من قبائل العرب ، وحارب الفريق الآخر وهو أكثر من ترك الصلاة ، ولم ينكر ذلك عليه المسلمون وإن أنكر ذلك منكر ، فإنكاره ذلك كفر ، ولم يقدح ذلك في نبوته ، فكيف ينكر هذه الفرقة الملعونة الكافرة على أئمة الهدى ما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو الهادي إلى الرشد ، والدليل إلى الله تعالى ما هو أعظم منه ، ونحن لأكثر أهل العصر مهادنون ، وقد قال أمير المؤمنين عليهالسلام : (لو ثني لي الوساد لقد غيرت أشياء) فدل على أنه مغض على أشياء يريد تغييرها مخافة تكثير جمع العدو ؛ فأغضى عليها ، فذلك يجوز لإمام الحق إذا خشي خللا في الدين.
فانظر في هذا أيها الناظر بعين التهذيب لا عين التكذيب ، و [عين] التدبير والتفكير ، لا عين البغض والنكير (١).
[اختلاف نظر الأئمة عليهالسلام]
وأما سؤاله عن اختلاف نظر الأئمة عليهمالسلام فظهوره كفى عن كشفه ؛ لأن أهل المعرفة قد اشتركوا هم ومن لا معرفة له في العلم باختلاف أقوال الأئمة عليهمالسلام والعلماء ، والتحرير والتجريد ، والمنتخب (٢) فيها أقوال روتها الثقات عن الأئمة عليهمالسلام على حد واحد ، وهي مختلفة بل الخلاف واقع في قول الإمام الواحد ، وللهادي عليهالسلام أقوال مختلفة ، والخلاف بينه وبين جده القاسم بن
__________________
(١) في (ب) : وعين التدبير والتفكر لا عين البغض والتكبر.
(٢) (التحرير في الفقه) للإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني عليهالسلام (مطبوع).
أما (التجريد) فهو كتاب في الفقه مسند الأحاديث لأخيه الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني وهو تحت الطبع.
و (المنتخب) كتاب للإمام الهادي إلى الحق ـ عليهالسلام ـ (مطبوع).