إلا وحي يوحى ، هلكت أمة نوح إلا من ركب السفينة ، كذلك أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا من تمسك بالعترة ، وكيف يكونون [كذلك] (١) وأهل ذلك ومجالستهم كمجالس [الداوي] (٢) إن لم يفده من عطره أفاده من ريحه ونشره ، ومجالس غيرهم كمجالس صاحب الكير إن لم تحرقه شراره ، لم يسلم من نتنه وأواره ، نزل الوحي في منازلهم ، واختلفت الملائكة إلى ديارهم ، وكرعت العلماء من آثارهم ، ميمونة طلعتهم ، محمودة نقيلتهم ، مرضية سيرتهم ، العدل سجيتهم ، والإحسان طبيعتهم ، والكرم شنشنتهم ، أتباعهم خير الأتباع ، وشيعتهم خير الأشياع ، كما ورد في الخبر عن خيرة البشر ، فيما روي عن العلي : «خلقتكم من طينة عليين» يعني محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم أجمعين وآلهم الطيبين ـ «وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ظهر على أعناقهم السيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا ، أولئك نعم الأتباع لنعم المتبوعون» أنصار الدين ، وأعصار ذخرتهم شفاعة الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم كما ورد في الحديث المنقول ، حيث يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ذخرت شفاعتي لثلاثة من أمتي : رجل قضى لأهل البيت حوائجهم لما احتاجوا إليه ، ورجل أحبهم بقلبه ولسانه ، ورجل ضارب بين أيديهم بسيفه» فهلم أيها الأخ ومن وقف على هذا الكلام إلى حضرتهم للسلوك في زمرتهم ، والدخول في جماعتهم ، لتفوز فوزا عظيما ، وتنال في الآخرة ملكا جسيما ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فصل
قد صدرت الأجوبة عما ورد [من] (٣) الأسئلة ، كارعة في مواردها ، قاصدة إلى
__________________
(١) في (ب) كذلك.
(٢) في (ب) : الداري.
(٣) زيادة في (ب).