وقد بيّنا بطلانه ؛ لأن الشيء هو ما يصح العلم به والخبر عنه وإن انفرد ، والله تعالى أجل الأشياء ، والعلم صفة من صفاته لا يصح العلم بها منفردة ، وإنما نعلم الباري تعالى على ما هو عليه من الصفات ، والعلم بها ينبي على العلم به ولا [يصح] (١) العلم بالصفة دون الموصوف.
مسألة [في الحركة والسكون]
قال أيده الله تعالى : وإذا كان الجسم متحركا لم يسكن هل عدمت الحركة بعد وجود السكون فيكونان قد اجتمعا ، لأن ليس هناك حالة يسمى الجسم فيها غير متحرك ولا ساكن ، وإن كان هناك حالة فقد خلا ، وإن كان على قول من يقول : إنهما كون واحد فعند أن حرّك الجسم يسمى متحرّكا ، وعند سكونه يسمى ساكنا ، وكأن الفاعل لم يحدث إلا التسمية.
الجواب عن ذلك : إن الطارئ بعد الجاري ، فمتى تحرك وطرأ عليه السكون بطلت الحركة عند حدوث الطارئ بلا فصل.
وقوله : قد اجتمعا لا يتصور كيف يصح اجتماع ما عدم مع عدمه وذلك في حالة واحدة ، وإنما كان يلزم اجتماعها لو قيل ببقاء الحركة عند حصول السكون ، أو السكون عند حصول الحركة ، فإذا قيل بعدمه فلا سؤال في الطارئ لم يحكم دون الجاري (٢) ، ولو كان ذلك يؤدي إلى المحال لما وقع كما نعلمه عيانا ، فهذا [على] (٣) ما أمكن على قدر الوقت والفراغ.
__________________
(١) سقط من (أ).
(٢) في النسخ : الحلوى ، ولعل ما أثبتناه الصحيح.
(٣) زيادة في (أ).