كما ورد في نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام ولا نعلم من الحسنات كبيرة إلا التوبة ، والكبيرة يشترك في حكمها الأنبياء عليهمالسلام وغيرهم من الطاعة والمعصية ، فاعلم ذلك ، على قدر الاشتغال في الخاطر.
مسألة [في تائب لا يقف عن الفكر في المعصية]
عن التائب الذي لا ينتزع من قلبه تصور المعصية والفكر فيها إلا أنه قد أضرب عنها وألزم نفسه ألّا يعاود إليها؟
الجواب عن ذلك : أمر لا يتمكن المكلف من دفعه عن النفس لا يتعلق به التكليف ، بل يسقط حكمه عن العبد ؛ لأن الله سبحانه إنما كلّف العبد ما يمكنه دون ما لا يمكنه ، ولو لا تلك الخواطر لما صحّ التكليف ، لأنها الأصل في مشقة الترك ، ولو لا تردد الداعي إلى الفعل لم يكن في الترك ثواب ، ولكن هجر المعاصي طاعة كما أنه لا ثواب لنا في هجر ما تكرهه نفوسنا ، وإنما تصح توبته بالاستمرار على الامتناع من القبيح ومنع النفس عن ذلك ، ولا يكون لما يتردد في القلب حكم إن لم يمكنه دفعه.
مسألة [فيمن تاب وعليه حقوق]
فيمن تاب وعليه دين للخالق والمخلوقين من دماء وأموال ، وكان قبل وفاته أو في خلالها قد تاب وأصلح وعلم منه المولى تبارك وتعالى أن لا مرجع إلى ما تاب عنه ، ولا مال له فيقضي ، ولا يوصي بالقضاء فيه ، غير أن الأرض داثرة لا تحرث كيف الحديث فيه وفي خلاصة؟