[مسائل القرطاسين]
وأما مسائل القرطاسين فمتشعبة منتشرة ، ولعل ما يحتويان عليه يتحصل في أربعة فصول ، وإن كان يدخل بعض الفصول في بعض.
الفصل الأول : الكلام في طريق الإمامة.
الفصل الثاني : في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه في ذلك.
الفصل الثالث : في إبطال سائر ما يدعى طريقا لها سوى ما نذهب إليه.
الفصل الرابع : الكلام في أحكام المخالفين ومنازلهم ، وبذلك نرجو تمام الغرض بالجواب إن شاء الله تعالى.
[الكلام في طريق الإمامة]
أما الفصل الأول : فاعلم أن الخلاف في الصدر الأول وقع في طريق الإمامة فقال قوم: طريقها النصّ من الله تعالى ومن رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذه طريقتنا ومن وافقنا من الإمامية وإن خالفوا في كيفية وقوع النص في ذلك على ما تجده مشروحا إن شاء الله تعالى ، وقال آخرون : طريقها العقد والاختيار ، وهذه طريقة المعتزلة ومن قال بقولها ، ثم حدث بعد ذلك تفاصيل.
وأما بعد الصدر الأول فاعلم أن رأينا أن طريق الإمامة بعد الأئمة الثلاثة الذين هم : أمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام هي الدعوة والخروج مع كمال الخصال المعتبرة في ذلك ، عند جمهور المعتزلة طريقها العقد والاختيار أولا وآخرا مع أنهم ما خالفونا في إمامة أحد من آبائنا على كافتهم السلام لكن ادعوا ثبوتها