وإنما أملى لهذه الأمة وأخر عقابهم إلى دار الآخرة.
وأما المودة لأهل البيت عليهمالسلام فهي فرض الله على عباده ، وأجر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [الشورى : ٢٣] ، وقد ورد الوعيد في من ظلم محمدا صلوات الله عليه وآله وسلم وإنما نقول : إن القوم لم يقع منهم البغضة ، بل يدعون المحبة والمودة ، ويظهرون الولاية والشفقة ، وبواطن الأمور لا يعلمها إلا الله عزوجل.
وأما أمر فدك فقد كان فيها النزاع ، وتأولوا خبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما خلفناه صدقة» (١) على غير ما تأولناه ؛ لأن عندنا أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بيّن أن ما قبضه من الصدقة لا يكون إرثا لوارثه ، وإنما يكون مرجعه إلى بيت المال ف (ما) عندنا اسم ناقص بمعنى الذي ، فكأنه قال : الذي نتركه من الصدقات لا يورث عندنا معاشر الأنبياء ، وأما أملاكهم فلم نعلم أن الله سبحانه فرق بينهم وبين غيرهم في ذلك.
وقد وقعت أمور هنالك رددنا أمرها إلى الله عزوجل ، ورضينا على الصحابة عموما ، فإن دخل المتقدمون على علي عليهالسلام في صميمهم في علم الله سبحانه لم نحسدهم رحمة ربهم ، وإن أخرجهم سبحانه بعلمه لاستحقاقهم فهو لا يتهم في بريته ، وكنا قد سلمنا خطر الاقتحام ، وأدّينا ما يلزمنا من تعظيم أهل ذلك المقام ، الذين حموا حوزة الإسلام ، ونابذوا في أمره الخاص والعام.
وأما عثمان وإحداثه فلا شك في قبحها ، وجوابنا فيها ما قال علي عليهالسلام : إنه قد قدم على عمله فإن كان محسنا فقد لقي ربّا شكورا يكافئه على إحسانه ،
__________________
(١) أورده في (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ١٠ / ١٧ ، بلفظ مقارب ، وعزاه إلى بعض المصادر.