الجنة بيضاء منيرة استغنت عن الشمس والقمر ، وسماؤها ما شاء الله أن يجعله من الأجسام الشريفة ، والنار سوداء مظلمة ليس لله فيها رحمة. روينا ذلك مسندا وسماؤها من النيران والظلم وهي الغواشي من فوقهم كما قال سبحانه وتعالى ، ولا يخرج منها من دخلها ؛ لأن الله تعالى يقول : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) [الأنبياء : ٢٨] ، وهم غير مرتضين ، وقال : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) [غافر : ١٨] فنفاه نفيا عاما وقال : (وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) [الانفطار : ١٦] إلى غير ذلك ، فلو خرج لشفاعة أو غيرها لغابوا عنها.
مسألة [هامة بن لا قيس!!]
في معنى ما ورد في الخبر في هامة بن لاقيس بن إبليس الجني ، وحكاية الأنبياء أحدهم نوح عليهالسلام وقد عاتبه على دعائه على قومه فقال ـ يعني نوحا ـ : إني على ذلك لمن النادمين. على أي وجه يحمل قوله عليهالسلام ؛ لأن ظاهره أنه ندم على الدعاء على الكفار وذلك لا يجوز؟
الجواب عن ذلك : أن ندمه ندم المستوحش من فراق أليفه لعادة الأنس لا ندم التائب عن المعصية فلم يكن هنالك معصية ، وقد دلنا على ذلك عليهالسلام فزعه على ولده مع علمه بمعصيته إلى أن ورد النهي عن ذلك ، وقال عليهالسلام : جواب آخر عن ذلك أنه فعل ما كان يجوز له تركه.
مسألة [في دعاء الصحيفة]
فيما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعاء الصحيفة في أن من دعا به كان له من