بمنزلة المنسوخ من كتاب الله تعالى يجب اطراح معناه ، ومتمسكون بأديان أهل الضلالة مع ثبوت انتسابهم إلى الذرية الزكية فهم بمنزلة المتشابه من كتاب الله تعالى لا يتبعه إلا الذين في قلوبهم زيغ [كما قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ]) (١) فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران : ٧] [والرّاسخون في العلم] (٢) هم المستحفظون من ذرية محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[بدء الكلام عن المطرفية]
ولما نجم ناجم الفرقة الملعونة ، المرتدة المفتونة ، الضالة الغوية ، المسماة بالمطرفية ، وجعلت شعارها إنكار دينها لترحض (٣) درن الكفر برجس ماء الكذب ، وحاكمناهم إلى الله تعالى فحكم لنا عليهم ، أنفذنا فيهم أحكام الله تعالى في أمثالهم من الكفرة ، (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب : ٦٢] (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) [فاطر : ٤٣] ، من قتل المقاتلة ، وسبي الذرية ، قال تعالى : (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) [القمر : ٤٣] فلما كان ذلك كذلك انتشروا في الآفاق مكذبين ، وبخيل محالهم ورجل ضلالهم مجلبين ، فساروا بين ذلك مذبذبين ، وحكوا حكايات مستحيلة ، جرت بها عادتهم على مرور الدهور الطويلة ، فإنهم قد ناظرونا مرارا كثيرة على وجوب الكذب لدفع الضرر ، وقالوا لنا : ما ترون في رجل يمر به رجل مسلم ثم يتبعه عدوه فيسأله
__________________
(١) سقط من (أ) وهو في النسخة (ب).
(٢) سقط من (أ).
(٣) الرحض : الغسل ، رحض يده والإناء والثوب وغيرها يرحضها ويرحضها رحضا : غسلها. انظر (لسان العرب) ١ / ١١٤٠ ترتيب يوسف خياط.