محمد بن عبد الله فما ترى؟ فقال : ففروا إليه إنكم حلفتم مكرهين وليس على مكره يمين.
وللشافعي محمد بن إدريس (١) رضي الله عنه مشهور القيام والدعاء إلى يحيى بن عبد الله عليهالسلام في أربعة عشر فقيها منهم : مخول بن إبراهيم (٢) ، وعبد ربه بن علقمة ، وسعيد بن حبيبي (٣) ، وفليت بن إسماعيل ومرادنا الاختصار.
فهؤلاء فقهاء الأمصار كما ترى لا يرون إمامة لظالم لنفسه ولا لغيره ، ولا بإطلاق الاسم عليه في الدعوة المجابة ، وإنما يذهب إلى إمامة من لا يستحقها من أخذ الدنيا بالدين ولا خلاق له في الآخرة ، فلا يعد خلافهم خلافا وإن كبرت جماعتهم ، فهذا هو الكلام في إمامتهما عليهماالسلام على وجه الاختصار.
[الإمامة مقصورة في ذرية الحسنين]
وإذا قد فرغنا من الكلام في إمامتهما فلنتكلم في أن الإمامة مقصورة في ذريتهما من سار سيرتهما ، وهدى وسلك منهاجهما ، وجمع خصال الفضل التي يصلح معها لتقويم أمر الأمة وسياستهما.
الدليل على ذلك قوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما
__________________
(١) محمد بن إدريس : تقدمت ترجمته.
(٢) مخول بن إبراهيم بن راشد بن مخول بن راشد النهدي ، الكوفي ، ذكره السيد صارم الدين الوزير في (الفلك الدوار) فقال : إنهم قالوا : إنه رافضي بغيض ، صدوق في نفسه. وقال ابن حجر : ثقة ، نسب إليه التشيع ، وقال أبو داود : شيعي ، ونقل ابن حجر عن العجلي أنه قال : من غلاة الكوفيين ، والذي في (تأريخ الثقات) للعجلي : من علية شيوخ الكوفيين ، انظر : الفلك الدوار ١٤٧ ، ثقات العجلي ٤٢٢ ، (تهذيب التهذيب) ١٠ / ٧١.
(٣) لعله سعيد بن جبير.