حِسابٍ) [البقرة : ٢١٢] ، وفيها قوله تعالى في القبض والبسط : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة : ٢٤٥] ، وقال تعالى في اختصاصه بفضله من يشاء من عباده في هذه السورة الشريفة قال : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة : ٢٤٧] ، وفي مثله قوله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) [البقرة : ٢٥٣] ، وذكرنا هذه الآيات لأنهم ينكرون أيضا أن يختص الله سبحانه برحمته من يشاء ، وأن يفضل بعض خلقه على بعض في شيء من الأشياء ؛ لأن عندهم المساواة واجبة على الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ولما كان مقصودنا في هذه الرسالة الشافية إن شاء الله تعالى الاختصار ، فلنذكر ما يتعلق بالرد على هذه الفرقة من آيات القرآن الكريم ، ونعينه لك في كل سورة كما فعلنا في الأخبار.
فهذا فيما يختص بالمطرفية دون الباطنية ؛ لأن الباطنية في مكنون علمهم نفي النبوة وأن القرآن ليس بكلام الله سبحانه ، وإنما هو كلام محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وربما رجعت المطرفية إلى قول الباطنية لأنهم يقولون : إنما النبوة فعل النبي دون أن تكون فعل الله ، وقد سمعنا ذلك من بعضهم وناضرنا عليه وأخزينا وجهه فيه لله عزوجل ؛ لأنا قلنا : ما فعله؟ قال : حركة وسكون ، وهم يحصرون في فعل العبد في حركة وسكون. قلنا : هل النبوة أحدهما أو مجموعهما ، فإن كانت حركة بطلت بالسكون ، وإن كانت سكون بطلت بالحركة ، وإن كانت مجموعهما تضادت ولا يجوز ذلك ، وإن كان كل فعله وكله لا يجتمع لأن الآخر يأتي بعد الأول ، وإن كان حكم فعله فلا يتم إلا بعد الموت ، ونبوته في حال حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلا كان كاذبا