رفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا. قال جابر : قلت : يا رسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟ قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم» (١) ولا يبعث يهوديا إلا من حكمه حكم اليهود ، ولا يكون حكمه حكم اليهود إلا وهو كافر ؛ وإنما قلنا : إن حكم المطرفية حكم اليهود لأنّا وجدنا فيهم صفة اليهود وزيادة في الكفر ، وذلك أن اليهود أقرت بالله تعالى ورسله وكتبه ، والبعث والنشور ، والجنة والنار ، واعترفت بأفعال الله تعالى أنها فعله ، وأنها حكمة وصواب ، محبوبها ومكروهها ، وأنكرت نبوة عيسى عليهالسلام وكتابه ، وأنكرت نبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكتابه ، وقالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء ـ يريدون عيسى ومحمدا عليهماالسلام ـ فقرر الله سبحانه عليهم الاحتجاج بقوله تعالى : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) [الأنعام : ٩١] ، واعترفوا بنبوة مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي إلا نبيين ، وبإنزال مائة كتاب وكتابين ، وأنكروا كتابين. فكفروا بذلك على لسان عيسى ومحمد صلوات الله عليهما وعلى الطيبين من ذرية محمد وسلامه.
[إنكار النبوة!!]
وهذه المطرفية المرتدة أنكرت نبوة المائة الألف نبي والأربعة والعشرين ألف نبي ،
__________________
(١) حديث من أبغضنا : أورد الحديث السيد صارم الدين الوزير في كتابه (الفلك الدوار) عن سديف المكي ، عن محمد الباقر ، عن جابر بن عبد الله ، انظر : (الفلك الدوار) ط ص ١٥٦ ، وفي (مجمع الزوائد) ٩ / ١١٢ عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطب فينا صلىاللهعليهوآلهوسلم فسمعته وهو يقول : «أيها الناس : من أبغضنا أهل البيت ... وسرد الحديث .. وزاد : قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه ، وأن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون ، مثل لي أمتي في الطين فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته» رواه الطبراني في (الأوسط) وفيه من لم أعرفهم. وهو في (المعجم الأوسط) للطبراني بلفظه ٤ / ٢١٢ ، وهو في تأريخ جرجان وفي آخره : إنما احتجر بهذه الكلمة من سفك دمه أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر إن ربي مثل أمتي في الطير ، وعلمني أسماء أمتي كما علم آدم ، فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته. وهو في ضعفاء العقيلي ٢ / ١٨٠ ، وشكك فيه كما هو شأنه.