وأنكروا جميع الكتب المنزلة ، وناظرونا مرارا ، وحاورونا أسفارا ، ولم يختلفوا في شيء من ذلك : أن النبوة فعل النبي ، وأن الله تعالى ما خص أنبياءه بالنبوة ولا فضلهم بالرسالة ، بل هم المختارون لذلك والعاملون له ؛ وأن النبوة فعلهم. وقالوا لنا : نبا ينبو نبوا فهو نابي.
قالوا : ودلالة الفعل التصرف. قلنا : يا عدو الله (١) ، ما به من فعل الله شيء إلا ويمكن تصريفه يقول : نبت ينبت نباتا فهو نابت ، ومات يموت موتا فهو ميت ، وحيا يحيا حياة فهو حي ، إلى غير ذلك مما يطول شرحه ، وقالوا : إن من أراد كان نبيا ولا يمنعه إلا تقصيره وعجزه.
[إنكار القرآن!!]
وأما الكتب فقالوا : لا يصح نزول العرض ، والقرآن وسائر كلام الله تعالى عرض ، وإنما القرآن صفة ضرورية لقلب الملك الأعلى لا يفارقه ويسمونه ميخائيل ، وهذا الموجود بين أظهرنا ليس بقرآن وإنما هو حكاية القرآن ، وهم لا يسمعون القرآن. قالوا : وإنما يسمعون القارئ ، ولهم جهالات جمة ، وأقوال متناقضة.
فإذا كانت اليهود كفارا بما ذكرنا كان المطرفي زائدا على صفة اليهودية مائة ألف ضعف وأربعة وعشرين ألف ضعف الآخرين ، لإنكار نبوة عيسى ومحمد وكتابيهما ، والنصارى آمنت بجميع الكتب المنزلة والأنبياء المرسلة سوى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت : إن الله تعالى ثلاثة أقانيم : أقنوم الأب ـ يعنون ذات الباري ـ وأقنوم الابن ـ يعنون الحياة ـ وأقنوم روح القدس ـ يعنون به القدرة ـ فقالوا بذات
__________________
(١) في (ب) : يا أعداء الله.