الذراري والسبايا ، وسارت الغنائم إلى القباض وقسمت ، وأقررت من الأخماس ثمانمائة رأس ، وأنفذت مع عرفجة وأقام حذيفة بعمان ، وذلك رأي أبي بكر.
واستقرت الأمور وعاد الإسلام إلى أحسن عاداته ، والغرض بذكره ما تعلق بالسبي في العرب بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فأردنا بيان ذلك بوجهه وفنونه وجهاته وأعداده (١) ليكون غرضا يقصده من أراد معرفة تلك الأحوال ، وليعلم صحة ذلك من كانت له بسطة في علم الآثار ؛ فأردنا أن نبين وقوع السبي في العرب بحيث لا يمكن أحد ممن يستحي من المباهتة من إنكاره ، وإن ذلك ظاهر متيقن بمشهد أهل بيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأصحابه ، فهم الأئمة المعصومون : علي بن أبي طالب عليهالسلام وولداه الحسن والحسين ـ عليهماالسلام ـ فلم ينكروا ذلك ، بل صوبوه وأخذ علي عليهالسلام منهم ، ووطئ بحكم الملك ، وكذلك فعل فضلاء الصحابة بغير مناكرة منهم في ذلك ؛ فكيف ينبغي لجهال أهل العصر إنكار وقوع السبي فيمن هو أقبح من أهل ذلك العصر أفعالا وأشنع مقالا.
[ردة المهرة]
وأما ردة مهرة فإنها كانت على رئيس لهم يقال له : سحريب من بني سمخراه (٢) ، وعلى المصبح أحد بني مجاب ومعه جل الجمع (٣) ، وكان كل واحد منهما يريد أن يكون الآمر والمظفر بما أرادوا من علو الكفر على يديه ، والله متم نوره ولو كره الكافرون ، أحدهما كان (بجيروت) (٤) والآخر (بالنجد) فدعا عكرمة
__________________
(١) في (أ) : وأعداته.
(٢) كذا في النسخ ، وفي تأريخ الطبري : شخريت رجل من بني شخراة.
(٣) كذا في النسخ ، وفي تأريخ الطبري : أحد بني محارب والناس كلهم معه.
(٤) في النسخ : بجيرون.