كامل لمحاولة الوصول إلى الحقيقة ، وهذا للأسف ما ليس في قدرتي حاليا لضيق الوقت ومحدودية العلم والمعرفة ، والانشغال التام بأولوية إخراج ونشر هذا التراث الذي يجب أن يرى النور ويتوفر بين أيدي الباحثين الذين يتعطشون لمثل هذا الفكر الإسلامي الفريد الغائب عن متناولهم حتى الآن ، ومنهم أولئك الذين ادعوا العلم والمعرفة والتجرد وبحثوا موضوع المطرفية دون الرجوع إلى مثل هذه المصادر التي يحويها هذا المجموع إما تغافلا أو جهلا بأهميتها أو عزوفا عنها انطلاقا من أحكام مسبقة.
المطرفية ونشأتها
قالوا : المطرفية نشأت إثر مناظرة وقعت بين عالمين من الزيدية هما : علي بن شهر ، وكان يسكن ببيت أكلب ، وعلي بن محفوظ وكان في ريدة ظهر فيها الخلاف بين الرجلين حول وجود الأعراض ، فافترقت الزيدية بعد ذلك إلى فرقتين (مخترعة) و (مطرفية).
المخترعة تقول بقول علي بن شهر ، بأن الله تعالى اخترع الأعراض في الأجسام وأنها لا تحصل بطبائعها.
أما المطرفية أتباع علي بن محفوظ فيقولون بحدوث العالم ، وأن الله فاعل مختار ، خلق الأصول الأربعة وهي : الماء والنار والهواء والثرى ، وهي التي تدبر العالم ثم خلق منها كل شيء ، وجعلها الله مختلفة ومضادة كل منها للأخرى لكي تؤثر بعضها على بعض وتحدث التغيير أي الإحالة ، وتغير نفسها بنفسها أي بالاستحالة ، وعلى ذلك فإن الحوادث اليومية كالنباتات والمولودات والآلام ونحوها حادثة من