المرتدين إلا بفعل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام لكان كافيا ، وإن كان الإجماع آكد الدلالة ، وتواتر الدلالة أنفى للريب من القلوب.
[ردة تغلب]
ولما ارتدت تغلب عليهم ربيعة بن بحيرة التغلبي (١) فلقيهم خالد بن الوليد في النطيح والحصيد (٢) وهم في جمع غليظ فقاتلهم ، فسبى وغنم وأصاب في السبي ابنة ربيعة بن بحيرة فبعث بالخمس إلى أبي بكر وهي فيه ، فأخذها علي بن أبي طالب عليهالسلام وهي أم عمر ورقية ابني علي بن أبي طالب عليهالسلام (٣) وتلقب الصهباء ، وتسمى أم حبيب بنت ربيعة بن بحير بن العبيد (٤) ، وقيل : الهند بن علقمة بن الحارث بن عتبة ، وفي نسخة عقبة بن سعد بن زهير بن خيثم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل ، وقيل : وقعت في سهمه. وقيل : اشتراها من السبي ، وكانت كتب أبي بكر إلى أمراء الأجناد في حرب أهل الردة الذين ارتدوا بمنع الصدقة ما ذكره محمد بن جرير في كتابه قال : كتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية المخزومي (٥) وهو أخ أم سلمة زوج
__________________
(١) في الطبري : ربيعة بن بجير التغلبي.
(٢) في الطبري : المضيخ والحصيد.
(٣) الطبري ٣ / ١٩١.
(٤) كذا في النسخ ، وسبق أن ذكرنا أنه في الطبري : ربيعة بن بجير التغلبي.
(٥) المهاجر بن أبي أمية سهيل (أو حذيفة) بن المغيرة المخزومي القرشي : وال ، صحابي ، من القادة ، شهد بدرا مع المشركين وقتل يومئذ أخواه هشام ومسعود ، كافرين ، على دين الجاهلية. وأسلم هو وكان اسمه (الوليد) فسماه رسول الله : (المهاجر) ، وتزوّج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخته لأمه (أم سلمة) واسمها (هند) ، وأرسله إلى الحارث بن عبد كلال الحميري باليمن. تخلف المهاجر عن وقعة تبوك سنة ٩ ه ، فعتب عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم رضي عنه ـ بشفاعة أخته ـ واستعمله (أميرا) على صدقات كندة والصدف ، وتوفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أن يسير إليها ، فبعثه أبو بكر إلى اليمن لقتال من بقي من المرتدين بعد قتل الأسود العنسي ، فتولى إمارة (صنعاء) سنة ١١ ه ، وكتب إليه أبو بكر أن ينجد زياد بن لبيد البياضي في حصاره لحصن (النجير) قرب حضر موت ، وقتال المرتدين بحضر موت فأنجده وفتح الحصن سنة ١٢٠ ه.